تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
رأى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أنه "من حق أي مواطن أن يستغرب عدم الاتفاق على تأليف الحكومة، في الوقت الذي يرى الكل فيه سلبيات التأخير في التأليف"، وقال: "الكل يتساءل، متى يتم تخريج التشكيلة الحكومية وإطلاق ورشة العمل لإنقاذ البلد؟ متى يتم تخريج الدولة من وعود الإصلاح السياسي والإداري والاقتصادي؟ متى يمكن للخريجين والخريجات أن يحتفلوا بوجود فرص عمل، ولا تنتهي فرحتهم عند استلام شهادة التخرج من الجامعة؟. لقد تبين من كل التجارب في البلد أن الطائفية هي أسوأ لعنة في نظامنا السياسي".
وشدد على "وجوب أن ينجح لبنان في امتحان العبور من دولة الطوائف إلى دولة المؤسسات".
كلام الرئيس الحريري جاء خلال رعايته، عصر اليوم، حفل تخريج طلاب الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا AUST في "سي سايد"، وقال: "ليس غريبا على جامعة AUST، أن يسمونها جامعة الصقور في لبنان، فهذه الجامعة حلقت في سماء التعليم منذ ثلاثين سنة، وتمكنت بجهود المؤسسين والمعلمين والخريجين أن تحتل مقعدا رئيسيا في الصفوف الأمامية للجامعات. نحتفل اليوم بتخريج دفعة جديدة من أفواج الصقور، ونرى الفرحة في عيون الشباب والشابات، وفي عيون السيدة هيام وكل الأساتذة، وقبل كل شيء في عيون الأهالي، الذين كانوا ينتظرون هذه اللحظة منذ سنين".
أضاف: "شهر تموز عادة هو شهر الخريجين والخريجات في كل جامعات لبنان ومدارسه. ودفعة اليوم، تشبه بقية الدفعات، التي فيها آلاف الخريجين والخريجات من مختلف الاختصاصات، والتي أقرأ في وجوه كل واحد وكل واحدة منهم، أسئلة موجهة إلى أهل الحل والربط في لبنان. متى يا ترى يتم تخريج التشكيلة الحكومية وإطلاق ورشة العمل لإنقاذ البلد؟ متى يتم تخريج الدولة من وعود الإصلاح السياسي والإداري والاقتصادي؟ متى يمكن للخريجين والخريجات أن يحتفلوا بوجود فرص عمل، ولا تنتهي فرحتهم عند استلام شهادة التخرج من الجامعة؟ أنا أريد أن أقول لكم بكل صراحة، كل هذه الأسئلة مشروعة أمام ما ترونه وتسمعونه في البلد. قد تكون هذه الأسئلة موجودة منذ خمسين سنة، وأهلكم طرحوها، كما تطرحونها أنتم اليوم، ولكن في هذه الأيام لم يعد ممكنا أن تكون هناك أعذار، ولم يعد ممكنا للشباب أن يغطوا أي تقصير أو يقبلوا بأي تبرير".
وتابع: "نعم هذه الأسئلة مشروعة، لأن من حق أي مواطن أن يستغرب عدم الاتفاق على تأليف الحكومة، في الوقت الذي يرى الكل فيه سلبيات التأخير في التأليف. هذه الأسئلة مشروعة، لأن من حق كل واحد يأخذ شهادته أن يعرف نفسه إلى أين يتجه؟ وفي أي دولة سيعمل؟ وأين هي مسؤولية الدولة في تأمين فرص العمل؟ من حق كل واحد أن يعرف لماذا يجب أن تتقدم حقوق الطوائف على حقوق الدولة؟ ولماذا يجب أن تتقدم سياسة المحاصصة على الأصول والدستور؟ لهذا السبب، لا أرى احتفال اليوم مناسبة لتقديم النصائح إلى الخريجين والخريجات. وأنا لست راغبا في القيام بهذا الدور ولا أريد أن أقدم إليكم لائحة وعود اعتدنا أن نسمعها في احتفالات التخريج. لكني أود أن أقول لكم، بكل صدق وأمانة، إن كنتم تبحثون عن وسائل لكسر القيد الطائفي في لبنان، فمهمتي أن أبحث معكم، لأنه تبين من كل التجارب في البلد أن الطائفية هي أسوأ لعنة في نظامنا السياسي".
وأردف: "أمنيتي أن أكون واحدا منكم، أفكر مثلكم وأعمل معكم وأقف أمامكم. أمنيتي أن أحلم بلبنان الذي تحلمون به، لبنان الذي تعلمتم لتعملوا فيه وتعيشوا فيه وترونه أجمل بلد في الشرق. دائما أقول: ثقتي بالبلد، بعد إيماني برب العالمين، لا شيء يهزها. ولبنان معكم يجب أن يتقدم بإذن الله، ويجب أن ينجح في امتحان العبور من دولة الطوائف إلى دولة المؤسسات".
وختم الرئيس الحريري: "ألف مبروك لكم شهادات التخرج، وأحر التهاني لكل الأهالي الذين نتشارك معهم فرحة الاحتفال. وفي الختام، أود أن أخبركم بأن الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، كان والده فلاحا لا يملك شيئا، عمل في الأرض وعلم أولاده، وكل واحد منكم قادر على القيام بالأمر نفسه. ذهب رفيق الحريري وغامر ودرس وعمل وأقام مؤسسة الحريري، هذا لأنه كان يريد أن يرى في كل شخص، كان بحاجة للمساعدة وساعده وعلمه، رفيق الحريري آخر. وكل واحد فيكم، إن شاء الله، سيكون رفيق الحريري. من هنا، أشكركم وأشكر السيدة هيام على وجودي معكم، وأدعو الله من أجل أن يوفق الشباب والشابات والهيئة الإدارية والمعلمين والمعلمات، وأنا لن أكون إلا خادما لهذا البلد ومصلحته".
وفي ختام الحفل، قدمت رئيسة الجامعة إلى الرئيس الحريري درعا تكريمية. كما قدم إليه طلاب تصميم الأزياء عباءة صمموها له خصيصا.
وطنية -