تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
حدد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، وبعبارة واحدة ما يمكن اعتباره "خارطة طريق" وحدها تمهد السبيل لردم هوة الخلاف بين اللبنانيين بمختلف أطيافهم وتنوع مذاهبهم وتياراتهم السياسية والفكرية، حين أكد أن "قيمة التنوع تكمن في الوحدة"، فأعاد توجيه البوصلة في الاتجاه الصحيح، ما لقي ترحيبا من الرئيس عون في مساعيه الرامية إلى تجاوز أزمة تشكيل الحكومة، والانطلاق نحو مواجهة مجمل ما يواجه لبنان من تحديات وأخطار.
مقولة أبينا البطريرك الراعي هذه، اختزل فيها رؤيته، ورؤية الكنيسة المارونية، للبنان كقيمة ثقافية وأخلاقية، بعيدا من رؤى ضيقة تبقي التنابذ والخلافات حتى ضمن فريق سياسي أو طائفي واحد.
غرد نيافته بعيدا من عصبياتنا القاتلة، وأعاد تذكيرنا بما قاله يوما قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني حين أكد لبنان أكبر من وطن "إنه رسالة"، فـ "قيمة التنوع في الوحدة" تمثل نهج حياة وفلسفة لا يمكن للبنان أن يتطور دون استلهام معانيها العميقة، وأبعادها العميقة في استشراف المستقبل الحقيقي للبنان من خاصرة هذا التنوع وتحصينه بوحدة تصون حقوق وكرامات جميع أبنائه.
وأكد صاحب النيافة أن الرئيس عون هو مثال في التفاؤل والصمود، لا سيما وانه عسكري، فضلا عن أنه لا يخاف من انهيار الوضع رغم الصعوبات التي نعاني منها". ولفت الى أن "الموضوع الذي يعنينا بنوع خاص، هو الوحدة اللبنانية الداخلية. فكلنا يعلم ان لبنان مكون من مكونات متنوعة، وقيمته في كل هذه المنطقة تتمثل في التنوع الثقافي والديني والحزبي والفكري، ولكن قيمة التنوع تكمن في الوحدة".
وقال: "ما يهمنا ان يكون جميع اللبنانيين متفاهمين، متصالحين من اجل الوحدة اللبنانية ومن اجل لبنان وشعبه. وقد تناولنا الامر مع الرئيس عون، لا سيما وانه يعنينا من الالف الى الياء ونعمل من اجله. فنحن لا نحب الثنائيات أبدا، بل التنوع الكامل، كي نبني هذه الوحدة، لاننا عندما نقول بالتنوع نكون نتحدث عن قوى فكرية وقدرات وفسيفساء. تحدثنا بكل ذلك مع فخامة الرئيس، الا ان الحديث معه يعطي الأمل والقوة".
فهل يلاقي المسؤولون البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عند حدود تمنياته ويستشرفون أفكاره ويستلهمون مواقفه؟