تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لا يا فخامة الرئيس لا تنصت لمن يحاولون التعمية وتزيين الواقع، ولا لمن يتهمون الإعلام بأنه يروج لأخطار تهدد اقتصاد البلاد، فالأوْلى أن تستمع لصرخات ألم المواطنين، فهي الأصدق بما تحمل من وجع، والأكثر سطوعا في عتم دهاليز مؤسسات الدولة، وأنت العارف بخفايا الأمور، وكنت من أول الساعين إلى "الإصلاح والتغيير" و"الإبراء المستحيل" الذي هو أكبر من مجرد كتاب.
أنين وجع الناس أصدق، أولئك الذين يُذلون على أبواب المستشفيات، والذين ليس في مقدورهم تأمين الحد الأدنى من حاجيات تجنبهم شر العوز واستجداء خدمة من نائب أو وزير، هي في الأساس من حقوقه المفترض أن توفرها له الدولة، لا أن يقف مطأطئا الرأس عند أعتاب قصور المسؤولين.
ولأننا نرى فيك ما بقي من أمل في دولة مترنحة وآيلة إلى السقوط، ومن خاصرة الاقتصاد عينه، ندعوك لسماع صرخة الناس، هذه الصرخة التي يحجبها عنك التابعون والأزلام، فالقطاعات الإنتاجية تنازع، من الصناعة إلى الزراعة إلى الخدمات إلى التجارة، القرى والبلدات أفرغت من شبابها، والهجرة باتت خيارا وحيدا لأصحاب الكفاءات وحملة الشهادات العالية وأصحاب الاختصاص.
يستمر اللبنانيون بقوة الإرادة، ومن خلال تحويلات المغتربين والموزعين في أربع جهات الأرض، وما أزمة المدارس الخاصة المهددة بالإقفال إلا عنوانا لاندثار الطبقة الوسطى، والآتي أشد وأعظم.
إنتاجنا الزراعي يكسد لعدم القدرة على المنافسة الخارجية، والأمر ليس بأفضل في ما يتعلق بالصناعة، والوعود يا فخامة الرئيس لا تسمن ولا تغني من جوع، فلا نعرف إلى الآن كيف سيتحقق ما ساقه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في حملته الانتخابية لجهة تأمين 900 ألف فرصة عمل، فيما الكثير من المؤسسات على شفا الإفلاس والإقفال.
لم يبقَ لنا إلا أن نصارحك لأنك الحصن الأخير الذي نلوذ إليه، إن واقعنا الاقتصادي أخطر بكثير مما يروج الإعلام!