تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
تتسارع التطورات السياسية لكن دون آفاق واضحة، والكارثة أن أحدا لم يرتق إلى مستوى تحديات اللحظة، وهنا لا نقصد أزمات لبنان الداخلية، لا بل التطورات الإقليمية، والحديث عن حرب مقبلة لا أحد يعلم من أين تبدأ وكيف ستنتهي، وما ستكون تداعياتها على لبنان سياسيا وعسكرا وأمنيا واقتصاديا.
مع قرب انتهاء الحرب السورية، يؤكد خبراء استراتيجيون أن ثمة حربا مقبلة، ويسوقون مبررات ترجح احتمالية الحرب بين إيران وإسرائيل، لكن دون تحديد تفاصيل بأكثر من سعي الكيان الصهيوني إلى ضرب الوجود الإيراني في الشرق الأوسط، في حدود تطويق إيران عبر التصدي لبرنامجها النووي، ومن ثم تحجيم دورها الإقليمي المتنامي من لبنان إلى سوريا والعراق فاليمن.
ولا يستبعد المتابعون الدوليون أن "تورط" إسرائيل الولايات المتحدة الأميركية في الحرب المقبلة، وهذا الأمر سيفرض توازنات دولية بين أميركا وروسيا، ستحدد الخارطة الجيوسياسية في المنطقة، وتحديد مناطق نفوذ جديدة للقوتين الدوليتين، وفق ما شهدنا من سيناريوهات في الحرب العربية – الإسرائيلية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، في أوج الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.
لم يعد الحديث عن الحرب مجرد احتمال، خصوصا وأن المؤشرات تنحو صوب قرع طبول الحرب، والكل يستعد، بما في ذلك "حزب الله"، وسط الحديث عن معركة أكبر من حروب سابقة في سياق الحرب مع إسرائيل، كل الخيارات فيها ستكون مفتوحة.
إزاء كل ذلك، ما يزال لبنان عاجزا عن تشكيل حكومة، فإن صحت التوقعات بنشوب حرب واسعة، لن يكون لبنان في منأى عنها، وربما يكون ساحة من ساحاتها، وهذا السيناريو تتحضر له المقاومة في لبنان، فالحرب مقبلة ولبنان سيكون في عين العاصفة، وليس مجرد متفرج في صراع إقليمي بات جزءا منه ومكونا من مكوناته الأساسية.
لكن كيف سيواجه لبنان الرسمي تحديات الحرب ونتائجها إن وقعت؟ فيما هو أعجز من أن يتصدى لأزمة النفايات!