تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– أنور عقل ضو
يتوهم اللبنانيون أنهم بلغوا شط الأمان وتجاوزوا حروبهم ودخلوا في رحاب الدولة، وأي دولة؟!
كل الخوف، في ذروة الجنون الذي نعيش، ألا تقوى المصالحات الجانبية على ضبط الأمور بعقلانية وتبصُّر وقليل من التواضع، بعد أن بات لكل طائفة شارعها وخطابها وأدواتها الإعلامية.
الشارع هنا، وبمعنى مجازي، هو هذا الفضاء الواسع من حركة المرور إلى ميادين القرى والبلدات، إلى الأندية والجمعيات، إلى العلاقات اليومية، وصولا إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ليتأكد أن لبنان يعيش سلما أهليا هشا، قد يفضي عند أي مفترق إلى "ميني حرب أهلية"، كل أدواتها متوفرة، وأهمها الغرائز المستنفرة، وتاليا السلاح خارج الدولة، وقد لعلع في الأفراح والمناسبات، أما الباقي فمتروك إلى الصدف القاتلة.
لم يدر في خلد الزعماء في أوج التحضير للانتخابات النيابية أن استعارة مفردات الحرب والتمترس في خنادق المواقف وإطلاق العنان لخطاب الغرائز، هي خطوط حمراء، الكل تجاوزها، ولا أحد أقام اعتبارا لمحاذير بأن استخدام صراعات الأمس في استحقاقات اليوم، هو لعبة أخطر من أن يتحمل تبعاتها أي فريق سياسي أو طائفي.
ولا يتوهمنّ أحدٌ أن لبنان محصن بأمنه وسلمه، وما شهدناه في اليومين الماضيين أكد أن حربا افتراضية قائمة، دون سلاح، فالكلمة في غير موضعها تسمم وتقتل بلدا، أما الرصاصة والقذيفة فيقتصر ضررهما على مكان بعينه، والكلمة في غير موضعها أيضا هي قصف يستهدف السلم والأمن والأمان والاستقرار.
ويبقي التحدي ألا ينساق اللبنانيون خلف ما يفتت وحدتهم، وأن يخرجوا من عباءة الماضي إلى رحاب المستقبل، فالبقاء في سراديب الأمس لا يبني وطنا محصنا بالمحبة، لعل المطلوب أكثر من أي وقت مضى أن نملك الجرأة لنقول للزعماء، كل الزعماء وممثليهم نوابا ومسؤولين في أحزاب وتنظيمات: أعيرونا سكوتكم كرمى لله!