تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
يوم استبشر اللبنانيون خيرا قبل أسابيع مضت، بعد أن لاحت بوادر إعلان تشكيلة حكومة العهد الثانية، ساد الظن أن "التفاهمات" السياسية وفرت المناخ الملائم لاختصار مدة التأليف، غير أن التطورات المتسارعة وعودة التراشق السياسي وتوظيفه في محاولة فرض كل فريق شروطه انطلاقا من قراءته الخاصة لنتائج الانتخايبات النيابية، تغير المشهد بكليته.
لم يعد الحديث الآن منصبا عن شكل الحكومة وتوزيع الحصص، ولا عن من سيتولى الحقائب السيادية، وإنما عن التهدئة وخفض منسوب التوتر، تمهيدا لاستعادة أجواء إيجابية رافقت تسمية الرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة، أي إلى نقطة البداية، أما الوقت الضائع من حياة اللبنانيين في متاهات السياسة فليس ذات قيمة، أمام المواقع والحصص في معركة تظهير الأحجام.
عود على بدء، فقد اتفق "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية" على التهدئة تمهيدا لحل "العقدة المسيحية" التي تعد أبرز العقد التي لا تزال تؤخر تأليف الحكومة. فبعد الاجتماع الذي عقده رئيس "القوات" سمير جعجع مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساء الاثنين، التقى يوم أمس الثلاثاء رئيس تكتل "لبنان القوي" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل بوزير الإعلام في الحكومة نفسها ملحم الرياشي، موفدا من جعجع.
وقالت مصادر "التيار الوطني الحر" إنه تم الاتفاق على عقد هذا اللقاء خلال اتصال ليلي أجراه جعجع بباسيل.
وقال الرياشي إن "اللقاء لتهدئة الأجواء وإشاعة جو جديد"، مشددا على أن الخطوط فتحت من جديد بين "القوات" و"التيار" كما تم الاتفاق على تهدئة إعلامية كاملة، وأشار الرياشي بعد اللقاء إلى وجوب مناقشة إعلان النوايا وتصفية نقاط الخلاف، مشيرا إلى أنه "تم طي صفحة الماضي السحيق في تفاهم معراب".
لكن حيال ذلك، يبقى الأهم من الأجواء الإيجابية هو كيفية ترجمتها، وذلك ما يعني لاحقا البحث في التفاصيل، وفي التفاصيل دائما ثمة شيطان حاضر!