تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– أنور عقل ضو
أن "يغرد" مسؤول على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، فذلك حق وشكل من أشكال حرية التعبير، فضلا عن إمتاعنا وتسليتنا بما يجودون به من مواقف تراوح بين السخرية وتوجيه الرسائل إلى التلهي والمناكدة، لذلك بات "التغريد" في لبنان أقرب ما يكون إلى كسر الضجر السياسي من خلال طلات "دونكيشوتية" أحيانا، خصوصا وأن زعماءنا غالبا ما يصارعون طواحين الهواء.
المشكلة في لبنان ليست في دونكيشوت بطل رواية "ثرفانتس" الشهيرة "طواحين الهواء"، وإنما في مرافقه الساذج "سانشو" الذي صدق معلمه ورافقه في مغامراته وآمن بتخيلاته المريضة، وإذا ما نظرنا إلى مسؤولي الصف الثاني من ممثلي الطوائف وزعمائها، فكل واحد منهم "سانشو" ويلهث خلف زعيمه مصدقا أنه يقود معارك تاريخية، فيما هو في الواقع يجذف في التراب، ويظن أن معلمه قائد ملهم.
هذا المشهد اعتدنا عليه، وصار جزءا من يومياتنا "الدونكيشوتية"، حتى أن "السانشوهات" في لبنان يبزون في أحيان كثيرة زعماءهم المبجلين، في مواقف يتخطون فيها سقف المسموح على مستوى الخطاب السياسي، فيضطر كل "دونكيشوت" لبناني إلى معالجة اندفاعة "سانشو" خاصته، الذي أراد من قبيل "تبييض الوج" أن يعلن ولاءه أكثر لزعيمه المفدى.
نعيش على خشبة مسرح سياسي أعاد بعث "ثرفانتس" حيا، وها نحن نعيش فصول "طواحين الهواء" حيث بات واقعنا أكثر سخرية، فيما نحن نعيش مهزلة تأخذنا إلى الضحك والقهقهة... والبكاء بدموع غزيرة!