تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
ميشال الشمّاعي -
اشتدّت الأزمة في لبنان، وها هي باكورة الإنفراجات تلوح في الآفاق. فالأجواء السياسيّة توحي بالحلول، والتّسوية المرتقبة بدأت تطلّ برأسها من خلال التّلويح بتحديد الضّمانات لحزب الله لعودته إلى الحاضنة اللبنانيّة. فهل هذه البوادر هي رهن بالتطوّرات الإقليميّة التي تدور رحاها في المنطقة؟ أم أنّ المواجهات العالميّة التي تحتدم على غير جبهة الشّرق الأوسط تحتّم تهدئة هذه الجبهة؟
يخيّل إلى المراقب السياسي بأنّ الواقعة السياسيّة منفصلة في كلّ بلد عن غيره، إلا أنّ تسارع الأحداث في مختلف الأصقاع يشير إلى ترابط خفي بين كلّ ما يجري. فعندما تمّ الإيحاء بأنّ المحور الإيراني قد انتصر فيما حدث في لبنان، تحرّكت المحرّكات في اليمن لتدكّ أذرعة النّظام الفارسي هناك في نصر محتّم لمن يدور في الفلك السّعودي- الخليجي.
فيما لفتت مصادر دوليّة بوجود حركة ديبلوماسيّة حثيثة إقليميّة ودوليّة لتأمين الضّمانات لتحصين ولادة التّسوية الجديدة المرتقبة في لبنان. وذلك تحت المظلّة الأوروبيّة، الفرنسيّة تحديدًا، من خلال الضّغط على حزب الله للإلتزام بالنّأي بالنّفس عن أزمات المنطقة. لكن هل سيتخلّى الحزب عن دوره الإقليمي ليعود لاعبًا محليًّا في الساحة اللبنانيّة فقط بعد أن تخطّى الحدود الدّوليّة؟
على ما يبدو بأنّ الحزب في لبنان لن ينتظر المزيد من تسجيل النّقاط لصالح المحور الآخر، لذلك سيحاول الإلتفاف على كلّ ما جرى، وهو المشهود له بسياسة حافّة الهاوية- على ألا يكرّر : لو كنت أعلم- لكن هل سينجح بالتفلّت من السّقف الإقليمي والدّولي هذه المرّة ؟ لا سيّما وأنّ التّسوية المرتقبة سترتكز على معالجة الأسباب الموجبة للإستقالة الحريريّة.
أمّا باالنّسبة إلى المجتمع الدّولي، فالإستقرار في لبنان حاجة أساسيّة ولعلّ مردّ ذلك فيما لوّح به دولة الرّئيس الحريري بالنّسبة إلى ملفّ اللاجئين السّوريّين الذين سيغادرون لبنان إلى أوروبا في حال حدوث أي اضطرابات في لبنان. لذلك، من مصلحة المجتمع الدّولي المحافظة على استقرار لبنان. لكن هل هذه المسألة هي التي أجبرت الحريري على الإنتقال كليًّا إلى الضفّة الأخرى من النّهر؟ وهل تخلّى الحريري عن مبادئه التي التزم بها طيلة عقد ونيّف من الزّمن؟
كلّ هذه الأمور تبقى رهنًا بالتحرّكات الإقليميّة التي تتسارع وتيرتها في المنطقة. اليوم اليمن، وغدًا من يعرف؟ قد يكون القرار الإقليمي – الدّولي اتّخذ بتحجيم إيران من خلال قطع أذرعها العسكريّة في المنطقة. فبعد سقوط العاصمة الأولى من العواصم الأربع التي تسيطر عليها إيران، بحسب ادّعاءاتها، هل ستتحرّك في بقيّة هذه العواصم المواجهات لإسقاط الدّور الإيراني؟
الكلّ اليوم ينتظر موقف فخامة رئيس الجمهوريّة ممّا يحكى من تغيير وزاري قسريّ بحيث يُنتظَر لمجلس الوزراء بأن يعقد ليُصدِر بيانًا تحدّد فيه معالم المرحلة السياسيّة المقبلة. وفي المقابل، يتابع الحزب الذي سيعود حتمًا من سوريا بعد الإشارات إلى التّسوية الدّوليّة التي ستبدأ في سوتشي، فهل سيستثمر انتصاراته في بلاد الشّام في بلد الأرز؟ وذلك كما استثمر نصر تمّوز 2006 مع العدوّ . أم أنّ ما حقّقه في سوريا يبقى هناك؟
أمّا فيما يتعلّق بالملفّ المرتبط بالأحداث التي تفرضها تجارب كوريا الشماليّة على صواريخ بعيدة المدى قد تطال الأراضي الأميركيّة، فيسعى الرّئيس الأميركيّ دونالد ترامب، من خلال فرض العقوبات الإقتصاديّة أو من خلال الضّغط على كوريا عبر دول الجوار التي تربطها علاقات ودّ مع الولايات المتّحدة. فهل سيبقى الضّغط ضمن الأطر الإقتصاديّة، أم أنّ الولايات المتّحدة ستنتظر " بيرل هاربر" جديد لتدخل بكلّ قواها العسكريّة وتسقط بيونغ يانغ؟