| تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
يكاد لا يمر يوم إلا وتطالعنا أخبار عن وجود سلاحف نافقة جرفتها الأمواج إلى الشاطىء، دون معرفة أسباب نفوقها إلا في حالات نادرة جدا، خصوصا وأن السلاحف غالبا ما تكون قد بدأت بالتحلل، ما يحول دون إمكانية تشريحها، أو تكون هذه المهمة صعبة وتتطلب جهودا خاصة من قبل المراكز المعنية.
إلا أن السبب الأول لنفوق السلاحف يظل متمثلا بوجود كميات كبيرة من أكياس النايلون في البحر، وهي من المخلفات التي يتركها مرتادو الشاطىء عادة، أو من النفايات التي تصل البحر بطريقة أو بأخرى، فضلا عن ارتطامها بمراكب الصيادين، أو أنها تعلق في شباكهم، إضافة إلى عوامل عدة لا يمكن إغفالها، إذ قد يكون سبب النفوق ناجما عن مرض نتيجة التلوث وغير ذلك من الأسباب.
العدو الأول لقناديل البحر
وإذا ما عرفنا أهمية السلاحف ودورها في النظم البيئية البحرية، فإن ذلك يقتضي حمايتها، فهي تعتبر العدو الأول لقناديل البحر Jellyfish التي تهدد ممارسي هواية السباحة والغطس، والنسبة الأكبر من السلاحف المتواجدة على الساحل اللبناني، تنتمي لفصيلة "كاريتا كاريتا" Caretta caretta، وهي مدرجة على القائمة الحمراء للكائنات المهددة بالانقراض عالميا.
وقد بدأنا منذ سنوات عدة نلحظ أعدادا كبيرة من قناديل البحر، بعضها من الأنواع المعروفة، وبعضها الآخر من الأنواع الغازية، وهذا يؤكد أن السبب ناجم عن غياب أعدائها الطبيعية وتراجع أعدادها، ولا سيما منها السلاحف البحرية، خصوصا وأن بعضها يلتهم نحو مئة كيلوغرام يوميا من قناديل البحر.
برسم المعنيين
لكن ثمة مشكلة لم يتمكن أحد من معالجتها، فمن آن لآخر تتسبب شفاطات معملي الجية والزوق الحراريين بسحب السلاحف، ما قد يتسبب بنفوقها، في حال لم يتم إنقاذها بسرعة، وآخرها سلحفاة وجدت عالقة قبل يومين في معمل الزوق الحراري، وتمكن عناصر الدفاع المدني – الإنقاذ البحري من تخليصها في الوقت المناسب.
وصدر عن الدفاع المدني البيان الآتي: "عقب ورود اتصال الى غرفة عمليات المديرية العامة للدفاع المدني بتاريخ ٢٠١٧/٠٥/٢٩ عند الساعة ٠٠: ١٢ يفيد عن وجود سلحفاة عالقة داخل شفّاط معمل الزوق الحراري، توجهت على الفور عناصر من وحدة الانقاذ البحري في الدفاع المدني الى معمل الزوق الحراري في زوق مكايل – كسروان، وتمكنت من انقاذ السلحفاة بعد أن بذلت جهودا مضنية الى ان نجحت بسحبها من ذاك المكان الضيق، وعملت على إعادة اطلاقها في المياه بعد التأكد من أنها بحال جيدة".
ولذلك، نضع هذه المشكلة برسم المعنيين، وهي لا تتطلب أكثر وضع سياج مائي يبقي السلاحف في منأى عن الخطر.
