تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لا ينتمي جبران باسيل لنادي السياسيّين التقليديّين في لبنان. برز الرجل في السياسة في مرحلة ما بعد العام ٢٠٠٥ معتمداً على مسيرته في التيّار الوطني الحر وصلة القرابى الوثيقة بالعماد ميشال عون. إلا أنّ الشاب الذي كان يرتجف صوته في اللقاءات التلفزيونيّة في بداياته لم يعد نفسه الذي يعتلي المنابر اليوم ويتحدث في مختلف الملفات بطلاقة وإلمام واضحين.
شكّل جبران باسيل ظاهرة في الحياة السياسيّة في السنوات الأخيرة. عدا عن صعوده السريع سياسيّاً، بفعل الدعم غير المحدود من رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، كان الرجل سبباً في تأخير تشكيل أكثر من حكومة، الى أن تحوّل، بعد انتخاب عون، الى شريكٍ أساس في صناعة أولى حكومات العهد ومحورٍ للاتصالات الهادفة لذلك.
ولكن، وراء الرجل الذي يظهر على الشاشات ويثير، غالباً، ردود فعلٍ كثيرة، سلبيَّة وإيجابيّة، هناك فريق عمل ناشط يواكبه ويشبهه لناحية الطاقة في العمل.
لا نقول جديداً إن ذكرنا أنّ باسيل لا يرتاح ولا يريح. في طليعة الذين لا يرتاحون، بسببه، هم فريق عمله المكوّن من مساعديه ومستشاريه في مختلف المجالات. وقد عُرف عن باسيل، منذ تسلّمه حقيبة الاتصالات ثمّ الطاقة والمياه ووصولاً الى الخارجيّة، استعانته بعدد كبير من المستشارين يواكبه ويعدّ له الدراسات والتقارير ويساعده على تحويل أفكاره الى حقيقة ويروّج لأقواله وآرائه عبر الإعلام ويصلح علاقته المتوترة أحياناً مع بعض الإعلام.
وإذا كانت الاستعانة بالمستشارين ليست أمراً طارئاً في لبنان، وقد سبق أن كانت أحد أسباب نجاح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فإنّ اللافت هو طغيان العنصر الشاب على فريق مستشاري باسيل واندفاعته وقدرته على تحمّل كثافة طلبات رئيس "التيّار" ووزير الخارجيّة، وهي لا تنتهي، على ذِمَّة هؤلاء، كمثل طاقة باسيل التي لا تفرغ.
واللافت، أيضاً وأيضاً، في فريق باسيل هو تحوّله الى "عصابة" متضامنة وأحياناً متآمرة، ولكن لغايات تصبّ في مصلحة الوزير الذي أنهى منذ ساعات رحلة شاقّة استمرّت أيّاماً وشملت عدداً من الدول وظلّ فيها، مع "العصابة" إيّاها، بلا نومٍ وراحة كافيين.
يدرك جبران باسيل، ولو كان اليوم في عزّ قوّته السياسيّة صهراً ورجلاً أول في العهد الجديد، ووزيراً للخارجيّة حاليٍّ ولاحق، ورئيساً للتيّار الوطني الحر ولتكتل التغيير والإصلاح، أنّ يداً واحدة لا تصفّق. ولذلك، وبفضل فريق مساعديه ومستشاريه النشيط، يرتفع تصفيقٌ كبيرٌ للرجل، في الداخل والخارج. وما هذه السطور سوى تصفيق من كلمات لهذا الفريق أو... العصابة.
داني حداد