تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
عند انتهاء جلسة لجنة الاعلام والاتصالات التي يتمحور تركيزها منذ شهر ونصف تقريبا على ملف الانترنت غير الشرعي،أعلن رئيس اللجنة النائب حسن فضل الله أن ثمة رغبة بالوصول الى الرؤوس الكبيرة في هذا الملف وليس فقط الصغار المتورطين.
بعد أكثر من شهرين على اثارة الملف في الاعلام وحصول التحقيق المستمر مبدئيا في الوزارات المختصة وأجهزتها ، والمتابعة الدقيقة والجدية في لجنة الاعلام والاتصالات لا يبدو أن رغبة اللجنة في الوصول الى الرؤوس الكبيرة ممكنة ولا حتى الى بعض الرؤوس الصغيرة.
الملف تشعب في شكل كبير جدا والأطراف المتنازعة فيه يبدو أنها تحظى بحمايات قضائية وأمنية وسياسية. فمثلا هيئة أوجيرو والشركات المصنفة في خانة "القريبة منها والمحسوبة عليها" تشعر أنها على تناغم مع احدى النيابات العامة المعنية بالملف. أما الشركات المتهمة بملف الانترنت غير الشرعي فتشعر من متابعة متواضعة للملف أنها على علاقة جيدة قد تصل الى حد الحمايات مع أجهزة أمنية وعسكرية وتعاطف نيابات عامة أخرى معنية بالملف وهو ما يفسر ربما عدم الوصول بتحقيقات معينة الى نهايات الرؤوس الكبيرة أو حتى وضع بعض الأسماء المتهمة في السجن الى جانب أخرى دخلته.
هي حرب واضحة وصريحة بين أطراف متنازعة. التحقيق مع توفيق حيسو المحسوب على عبد المنعم يوسف وتوقيفه تم على قاعدة ثلاثية ذهبية تبدأ من مسؤول أمني محسوب على جهة سياسية على علاقة سيئة مع يوسف ولا تنتهي أمنيا عند محققين على علاقات شخصية مع مؤسسات خاصة معنية بملف الانترنت وصولا الى مشرفين على هذا التحقيق لم يتأخروا في السجال مع عبد المنعم يوسف في اجتماعات اللجان والسراي وغيرها وكأن صراع أجنحة سياسية قد وصل الى القضاء والهيئات الرسمية المعنية بالملف.
أصابع تتجه الى حمايات أمنية كبيرة لم تعرف أصلا كيف ركبت هذه المعدات ولا كيف دخلت ببيانات مزورة عبر المعابر الشرعية. ربما لأن صلات القربى والمنافع والمصالح متمددة ومتشعبة تماما كتلك التي يجري الحديث عنها بقوة في عالم الانترنت حيث كانت شركات تحظى بعطف عبدالمنعم وكميات هائلة من الانترنت ووصلات خدمات مجانية في مقابل تقنين على شركات أخرى. مفارقات بالجملة.
شركة صاحبها متهم بتهريب الانترنت وهدر أموال الدولة لا يوقف من قبل القضاء ومتهم بتمديده شبكة الياف ضوئية قطعتها أوجيرو سسسومن ثم قطعت عنه الانترنت ايضا فحصلت شركات أخرى على زبائنه. صاحب شركة في ضفة أخرى يتم توقيفه على الرغم من انه لم يهرب الانترنت لكنّ أوجيرو لم تقطع عنه الانترنت. غريب هذا البلد لكن ليس الغريب فيه أنك لن تشاهد رؤوسا كبيرة في السجن في هذا الملف.
حتى ما قيل انه رفع غطاء عن عبد المنعم يوسف قد لا يقود بحكم صراع الأجنحة داخل تيار المستقبل الى نهايات قضائية أو قانونية كما يبدو حتى الآن.
فصحيح أن يوسف بات عبئا على الحريري في علاقاته مع جنبلاط وأجهزة أمنية ومؤسسات اعلامية محسوبة على حلفائه ومشاريع بلدية قريبة من الحريري، لكن أجنحة تيار المستقبل وصراعاتها قد لا تصل الى حد محاسبة يوسف ومساءلته. وعلى أحسن تقدير قد تقود الى استبداله. الخوف ربما من أنه يعرف الكثير الكثير.
ادمون ساسين,