تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
صدمت صباح يوم الأربعاء عندما رأيت رسالة على هاتفي تشير الى أن صناديق الإقتراع فتحت في سوريا لإنتخاب اعضاء لمجلس الشعب السوري، لم أصدم لأن سوريا تنتخب بل صدمت لأن لبنان ينتحب، ونوابنا الفاعلين مددوا لأنفسهم مرتين، وعندما يريدون يعتبرون المجلس شرعيا وعندما لا يريدون يعتبرونه ممددا لنفسه وليس شرعيا.
سوريا مدمرة بالكامل وتعيش حالة من الفوضى العارمة وسط السيطرة على غالبية أراضيها من قبل مجموعات مسلحة منها ما هو إرهابي ومنها ما هو معتدل. ولبنان يعيش حالة من الدمار السياسي، والفساد نهش مؤسساته وهو لا يستطيع ان ينتج قانونا انتخابيا عادلا يتفق عليه الأطراف كافة.
إنتخابات بلدية وإختيارية، لإجرائها احتجنا إلى قرار دولي أوروبي وأميركي وعربي، وسوريا المدمرة أجرت انتخابات بغض النظر عن شرعية النظام التي يجريها وفي أي مناطق تجري العملية الانتخابية، ولكن سوريا أجرت انتخابات تشريعية، ونحن منذ سنوات نمدد لنوابنا، حتى أصبح لقبهم "سعادة الممددين لأنفسهم".
الجميع ينتقد النظام السوري ويصفه بالمجرم و...، نعم هو مجرم نعم هو قاتل نعم هو كل شيئ، ولكنه أجرى في زمن الحرب انتخابات تشريعية ربما صوّرية، ولبنان في زمن السلم لا يستطيع ان يجري إستحقاقا داخليا، حتى أن البلدية كانوا يريدون تطييرها ولكن لم يبرز رجل واحد منهم لرفض الإنتخابات خشية من ردود الفعل المتعطشة للديموقراطية.
نحو 60 بالمئة من سكان سوريا حصلت الانتخابات لديهم وهم اقترعوا بشغف، ونحن 90 بالمئة من شعبنا اللبناني ينتحب تعطشا لتغيير طاقمه السياسي.