تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
بائسون، مضحكون، مراوغون، نحن، حين يقول احدهم من اهل الطبقة السياسية، وهم اهل المريخ (ام اهل جهنم؟)، من يفترض ان يكون، او لا يكون، على رأس الدولة في سوريا...
لا احد يعترض على تلك الانتقائية الغبية، والفاضحة، والمدفوعة الاجر، في رمي انظمة دون اخرى بالحجارة، مع ان كل الانظمة، الا في ما ندر، حولتنا الى جثث مع وقف التنفيذ...
ولكن من نحن، واين نحن، لنحدد من يكون رئيس سوريا اذا كنا نتوسل رئيسا، ولو كان بمواصفات الذبابة، في كل ارصفة الدنيا، فيما المشكلة فينا، نحن الجثث التي ترفض اختيار رئيس للجمهورية على قياس الجمهورية لا على قياس الذبابة...
لنقل مع القائل ان النظام السوري نظام ديكتاتوري. من يستطيع ان يخبرنا بماذا نصف نظام الملل ( والنحل)، ونظام القبائل، ونظام الازقة، ونظام المافيات، ونظام العصابات، ونظام المحاصصات، ونظام قطاع الطرق، ونظام الآلهة المقوسة الظهر (اللاهثة في هذا البلاط او ذاك)، في بلادنا؟
نحن الذين نقلتنا الطبقة السياسية من جيران للقمر الى جيران للقمامة، القمامة التي في داخلنا لا في الطرقات، ولا على الضفاف. ظهرنا، وامام الملأ، جرذانا بشرية وترتدي ربطات العنق الفاخرة، وتزيّن الشاشة حينا بالتفاهة، وحينا باللغة الببغائية، وحينا بالكوليرا...
نحن العاجزون عن صياغة قانون للانتخاب يليق بالناس بعدما مللنا تلك القوانين التي لا تليق حتى بالدجاج. وكنا قد قرأنا لموريس دوفرجيه رأيه في قانون الانتخاب الذي هو «روح الجمهورية» مثلما هو «روح الجمهور».
نحن الذين، ومن اجل بلوغ القصر، نستجلب حتى الخطيئة الاصلية، وحتى طريق الجلجلة، وحتى حرب البسوس، نستدعي المذهبية المبرمجة بحلتها الراهنة، وحيث للنصوص،وللفتاوى، اسنان الضباع. اي ايديولوجيا تلك التي تبعث فينا ما هو ابعد، وابعد، من الغثيان؟!
واي نأي بالنفس حين نضع انفسنا تحت عباءة او تحت سروال، واحيانا تحت حذاء، نظام دون اخر، فيما النظام عندنا الذي يفترض ان يكون نظام التنوع، ونظام التفاعل، ونظام الابداع، مادام احدهم قد قال ان لبنان ينتج اللبنانيين، هو سوق للفضيحة. الفضيحة التي تخجل منها حتى الخطيئة الاصلية؟ اي مسيح ذاك الذي يستطيع ان يغسل مسلسل الفضائح في جمهوريتنا السعيدة؟
توتاليتاريات على مد النظر، وقهرمانات على مد النظر. لاحظنا كيف من اجل تعيين رئيس لدائرة في مصلحة تسجيل السيارات والآليات تنقلب الدنيا، ويستعاد التاريخ، وتوقظ الغرائز، ليس شغفا بحقوق الطائفة، وانما لوضع اليد على الطائفة، فهل يعيّن عندنا بواب في مؤسسة الا اذا كان تابعا، ظلا، وخادما لدى صاحب المعالي او لدى صاحب السعادة، احيانا لصاحب الدولة ولصاحب الفخامة...
هكذا نحن بقاماتنا الرفيعة، الرفيعة حتى خاصرة ليلى عبد اللطيف، نقرر من يفترض ان يحكم سوريا. يا جماعة هل تعرفون من يحكم لبنان، وما هو مصير لبنان، انتم الغفلة عما يطبخ من خرائط ومن انظمة ومن صيغ هي اسوأ بكثير من ان تكون من انتاج سايكس- بيكو او فرساي او سيفر او لوزان او سان ريمو؟
نقرر من يحكم سوريا؟ الم يجعلوا منا البضاعة المكدسة، البضاعة الرثة، في مستودعات ملوك الطوائف؟ اهم من اغتيال الكهرباء( وهي الفضيحة)، ومن اغتيال الماء( وهي الفضيحة)، ومن اغتيال الطرقات( وهي الفضيحة) ومن اغتيال المال العام (وهي الفضيحة)، اغتيال لبنان الذي فينا او الذي كان فينا وذهب ايدي سبأ...
الاهم اغتيال الزمن في ذلك اللبنان الذي ظن لامارتين، ان القمر يتدحرج بين اوديته، ويتناول العشاء عند فلاح عتيق بين يديه لآلىء الدنيا...
النظام في سوريا ديكتاتوري. لا نعترض، ولكن هل سمعتم يوما ان الماء انقطع يوما عن احد مضارب البادية، او ان اهالي دير الزور قطعوا الطرقات من اجل الكهرباء، او ان البنك الدولي يحذر من المديونية العامة التي قد تحمل ابناءنا على ان يبيعوا هياكلهم العظمية ذات يوم؟
لنترك سوريا وشأنها، واحزانها، وهي الشقيقة الشقيقة، رغم كل شيء. تكفينا مصائبنا. نحن اهل المصائب، اهل الفضائح. لا حاجة لمسيح آخر!
نبيه البرجي