تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
يعتبر داعمو مبادرة ترشيح فرنجية ان الالتزام الاخلاقي لرئيس «المردة» حيال «حزب الله» هو الذي جعله يمتنع حتى اليوم عن حضور جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، برغم الاحراج الذي يسببه له الغياب كونه مرشحا اساسيا يحظى بتأييد 70 نائبا، إلا انه في حال قرر عون استخدام الشارع للضغط، فسيكون عندها هو المبادر الى تغيير قواعد اللعبة واسقاط المحرمات، «والبادئ أظلم»، مع ما يمكن ان يجره ذلك من تبعات.
ويلفت هؤلاء الانتباه الى ان فرنجية كان الرافعة المسيحية لتظاهرة 8 آذار 2005 ، حيث كان حضور أنصار «المردة» فيها نوعيا ووازنا، كما يستعيدون انتخابات 2005 النيابية وما أفرزته من أرقام معبرة، إذ حصل فرنجية يومها وبقدراته الذاتية، على 65 ألف صوت في اقضية زغرتا والبترون والكورة، «وبالتالي فان اي محاولة للانتقاص من حجمه التمثيلي المسيحي، بغية انتزاع الشرعية الميثاقية منه، لا تستقيم مع معطيات الواقع، وسيكون خطأ فادحا التعامل مع فرنجية باعتباره مشروع ميشال سليمان او الياس هراوي آخر»، كما يتردد في الغرف السياسية المفتوحة نوافذها على نسائم الشمال.
وينبه مؤيدو ترشيح فرنجية الى ان استخدام عون و«القوات»، او الجنرال فقط، للشارع في هذا التوقيت ينطوي على محاذير، ذلك انه لا تفاهم معراب ولا أحد طرفيه يستطيع ان يختصر لوحده كل المسيحيين الذين توجد شريحة واسعة منهم تتوزع بين دعم انتخاب رئيس «المردة» وبين الوقوف على الحياد، ما يعني ان استعمال ورقة الشارع في ظل هذا الانقسام سيهدد بمواجهة مسيحية ـ مسيحية.
ويرى المبشرون بترشيح فرنجية ان اللجوء الى الشارع في هذا الظرف، سيشكل بالدرجة الاولى احراجا لـ«حزب الله» الذي ليست له مصلحة في المجازفة بالحد الادنى المتحقق من الاستقرار الداخلي، عبر تحرك ميداني سيتخذ شكل الاصطفاف المسيحي ضد اصطفاف اسلامي.
ويؤكد هؤلاء ان احدا لا يستطيع احتكار لعبة الحشد التي يتقنها الجميع، مشيرين الى ان فرنجية له أيضا شارعه المحتقن والمتحفز، ولعله من الافضل في ظل «توازن الشوارع» عدم الذهاب بعيدا في مغامرة الاحتكام الى الارض، خصوصا انها تغلي في هذه المرحلة الحساسة التي تتطلب قدرا عاليا من المسؤولية على مستوى الخيارات والقرارات.
ويشدد المتمسكون بترشيح فرنجية على ان مشكلة عون الحقيقية ليست مع الرئيس سعد الحريري وإنما مع رئيس «المردة»، معتبرين ان الجنرال مطالب بالنظر الى فرنجية كصاحب حيثية مسيحية وشرعية ميثاقية، وليس كمرشح الحريري او كعضو في «تكتل الغيير والاصلاح».
ويوضح المنخرطون في معركة الدفاع عن «الحق الرئاسي» لفرنجية ان تأكيده المتكرر بانه لن ينسحب حتى لا يلغي نفسه، هو موقف ينبع من قناعته بان انسحابه سيؤدي الى فقدان مصداقيته لدى الاطراف الخارجية والداخلية التي دعمت ترشيحه، وكذلك الى صعود تحالف التيار ـ القوات في الساحة المسيحية، الامر الذي من شأنه ان يتسبب في عزل فرنجية طوعا، وهذا ما ليس واردا ان يفعله.