تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
تراجعت حماوة الرؤوس التركية والسعودية عن لغة التهديد والوعيد بدنوّ ساعة المواجهة الحاسمة وتدفق الوحدات الخاصة للتدخل البري عبر الحدود السورية لإعادة التوازن الذي دعا إليه وتفاءل بحدوثه بعد التصريحات النارية لرئيس الحكومة التركية داوود أوغلو عن الخطوط الحمراء وكلام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن الخيار العسكري الموجود على الطاولة، وحلّت فجأة العقلانية وصبّ الماء البارد على الرؤوس الحامية، فنفت السعودية وجود أيّ وحدات برية لها خارج حدودها، وربط الأتراك تحرك قواتهم داخل الحدود السورية بالتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضدّ داعش.
واصلت وحدات الجيش السوري تقدّمها وواصل الأكراد تقدّمهم نحو أعزاز، وبدأت الجماعات المسلحة في مارع بالانسحاب والمفاوضة على التسليم، فيما بلغت المفاوضات مع الجماعات المنتشرة في عندان وحريتان لتسليم المدينتين دون مواجهة عسكرية مراحل متقدّمة، رغم استمرار القصف التركي على مواقع تابعة للأكراد والجيش السوري.
التحذير الروسي من مغبّة التورّط التركي بخلفيته الأطلسية وما يمثله ذلك من مخاطر مواجهة دولية، حرّك الأميركيين وحلفاءهم الأطلسيين لرسم ضوابط للحركة التركية، تدعو إلى وقف التحرّش في منطقة العمليات الروسية والانتقال مع السعودية إلى منطقة عمليات التحالف التي تمثلها مناطق انتشار داعش، خصوصاً في الرقة، وهو ما أكد عليه الأميركيون مراراً كسقف لأيّ دور عسكري تركي سعودي في سورية وفقاً لمراهنة أميركية تقوم على عبثية التصادم مع السقف الروسي الإيراني الذي يظلّل الجيش السوري شمال وجنوب سورية، والدعوة إلى رهان على استباق حسم هذه الجبهات بفتح جبهة الحرب بوجه داعش والسعي للفوز بها وما تعنيه مقاسمة الدولة السورية جزءاً من الجغرافيا تحت اسم المعارضة من فرص تفاوضية غير متوافرة الآن، ولن تتوافر بالتصادم المباشر مع الجيش السوري وحليفيه الروسي والإيراني، كما بدت الحماسة المتسرّعة للتركي والسعودي.
الأمر نفسه استحوذ على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى الشهداء القادة من بوابة قراءته للمشهد الإقليمي ومستقبل الحرب مع «إسرائيل» على خلفية الحرب في سورية، التي ستبقى عمود خيمة المقاومة، ليخلص إلى الاستنتاج أنّ المفترق اليوم يضع المنطقة أمام فرضية التدخل التركي والسعودي في مناطق داعش بالتنسيق مع التنظيم أو بدونه، وهذا يعني حرباً طويلة لكنها ستنتهي بفوز محور المقاومة بالمنطقة، أو تفادي تركيا والسعودية لهذا الخيار وبالتالي فوز محور المقاومة بسورية وفوز سورية بفرصة حلّ سياسي يحفظ وحدتها وسيادتها.