تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
"الثائر"
لصوص بلادنا ظرفاء وطموحون. لا يُبالون إذا عرفنا أنّهم سرقوا مالاً ليس لهم، لكنّهم يركّزون على إيهامنا بأنهم من النوع النادر من النبلاء. أمّا طموحهم فلا حدود له. وقد ساهمت نجاحاتهم المتتالية في عمليّات القرصنة والسرقة والسمسرة في مضاعفة ثرواتهم من دون أيّة محاسبة، ويتملّكهم جوع لا يشبع فلا يكفّون عن طلب المزيد. ونراهم يسعون، من ثمّ، إلى تحقيق إنجازات إنسانيّة وتربويّة واجتماعيّة تُساهم ليس فقط بستر ماضيهم بل تساعد أيضاً في رفعهم إلى مراكز الصدارة والجاه. فمن السرقة، إلى الأعمال الحسنة، فإلى الواجهة السياسيّة. سُلّم قصير بثلاث درجات يُساهم في جعل الحقير أميرًا.
الغريب في الموضوع هو اعتقاد هؤلاء أنّ جميع الناس لا يرون ولا يفهمون ولا يُميّزون وحالهم كحال المستفيدين والموظفين المحيطين بهم والبسطاء المدهوشين بشطارتهم. الأغرب هو ظنّهم أن الله لا يُحاسِب. ألم يروا ما صار مع أمثالهم ممّن سبقوهم إلى حضرة ديّان أرواح البشر؟ لله حساب مع مُفسِدي الأرض، وللمُبصِرين الصبر... والترقّب.
ادكار طرابلسي,
د. ادكار طرابلسي -