تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
"الثائر"
يَعِدُ الأسبوع الجاري بتطوّرات ستترك أثرها، من دون أدنى شكّ، على مسار الاستحقاق الرئاسي الذي، كلّما كثرت التسريبات عن قرب إنجازه، حصل ما يدفع الى تأجيله حتى إشعارٍ آخر، يبدو اليوم بعيداً أكثر ممّا يظنّ المتشائمون حتى.
تؤكد شخصيّة بارزة في فريق 8 آذار أنّ موقف حزب الله من ترشيح العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهوريّة يشكّل جزءاً فقط من موقف الحزب من هذا الاستحقاق والذي يرتبط بعوامل عدّة، خارجيّة أكثر منها داخليّة.
فالحزب، كما يشير المصدر، ومن خلفه إيران، في حالة حرب تبدأ في سوريا وتمتدّ الى دول عدّة، ما يعني أنّه ليس مستعدّاً للتفاوض على سلّة تتضمّن رئاسة الجمهوريّة ورئاسة الحكومة وتركيبتها وبيانها الوزاري وقيادة الجيش وقانون الانتخاب، بل هو يفضّل انتهاء حرب يبدو واثقاً من فوزه فيها لفرض شروطه في الداخل.
ويلفت المصدر الى أنّ دعم رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع لعون لن يمرّ مرور الكرام بالنسبة الى الحزب الذي يصرّ، في أكثر من مناسبة، على التزامه بعون، من دون أن يعني ذلك التزامه بتحالفاته الجديدة وبما قد "يدفعه" عون ثمناً للحصول على تأييد جعجع.
ويبدي المصدر نفسه خشيته من ردّة فعل الحزب على هذا الترشيح، إن حصل، مشيراً الى أنّه سيشكّل خطوة على طريق تحرّر الحزب من التزامه، ولو ليس بشكلٍ سريع ومباشر، خصوصاً أنّ قيادة حزب الله مدركة بأنّ لا رئاسة جمهوريّة في لبنان، ولا تشكيل حكومة جديدة، قبل انتهاء الحرب في سوريا، حتى لو استمرّت سنوات إضافيّة.
من هنا، لا يرتبط رفض حزب الله للمبادرة الرئاسيّة بالتزامه حصراً بالعماد عون، بل أنّ النائب سليمان فرنجيّة يجسّد بالنسبة الى الحزب، ومعه للقيادة السوريّة، المرشّح المثالي لهذا "الخطّ" لا يوازيه، في هذه المرحلة، سوى عودة الرئيس اميل لحود الى قصر بعبدا!
وتشير المعلومات الى أنّ فرنجيّة كان مصرّاً، حتى حين بدت لقمة الرئاسة قريبة جدّاً من فمه، على عدم تجاوز حزب الله وألا تكون رئاسته غصباً عن عون، وهو يتفهّم جيّداً موقف الحزب وحساباته إلا أنّ عتبه الوحيد عليه هو خروج بعض الأصوات الإعلاميّة من تحت عباءته لتهاجم فرنجيّة في حملة بدت أقرب الى المنظّمة، ولعلّ أوضح أشكالها بانت في صحيفة "الأخبار" التي يبدو صعباً التسليم بعدم "مونة" حزب الله عليها.
ويعني ذلك أنّ الفتور في العلاقة بين حزب الله وفرنجيّة مردّه الى عتب الأخير على الإعلام الذي يدور في فلك الحزب، أكثر من عتبه على الحزب نفسه، خصوصاً أنّ رئيس "المردة" متفهّم لموقف حليفه، وهو، بشهادة شخصيّات في فريق 8 آذار، لم "يسكر" يوماً على الرغم من أنّه كان قريباً جدّاً من الانتقال من بنشعي الى بعبدا، ولو أنّ بعض من حوله، وفق الشخصيّات نفسها، استعجل وبات يتصرّف وكأنّ زعيمه بات رئيساً فعلاً...
باختصار، بات واضحاً أنّ علاقة فرنجيّة بعون مقطوعة تماماً، في حين أنّ العلاقة مع حزب الله قيد الترميم ومن المتوقع أن يكون فرنجيّة التقى وفداً من الحزب في اليومين الماضيين أو سيستقبله مطلع الأسبوع الجاري لتوضيح نقاط الخلاف التي برزت أخيراً وفي طليعتها الحملة الإعلاميّة. أما بالنسبة الى علاقة فرنجيّة مع سوريا فهي ثابتة، والتواصل الهاتفي مستمرّ مع الرئيس بشار الأسد، علماً أنّ ما كان تردّد عن زيارة قام بها فرنجيّة الى سوريا ولقائه الأسد غير دقيق. مع الإشارة الى أنّ الأخير حريص على عدم إعلان أيّ موقف من الاستحقاق الرئاسي اللبناني، وموقفه الوحيد في هذا الشأن أبلغه الى النائب طلال ارسلان.
في المقابل، تشير المعلومات الى أنّ حركة الضيوف "المستقبليّين" ناشطة الى بنشعي، وفي طليعتهم غطاس خوري ونادر الحريري، بالإضافة الى بعض نوّاب الشمال المنتمين الى التيّار الأزرق.
ويختم المصدر بالتأكيد أنّ رئاسة فرنجيّة لن تكون قريبة، إلا أنّها تملك دفعاً يتيح لها الصمود في وجه المطبّات الإقليميّة التي برزت أخيراً ما يجعلها أمراً ثابتاً سيتحوّل الى واقع متى توفّرت لها "اللحظة" الخارجيّة الملائمة. وهذا الأمر، لمن يترقّب ما يُتوقّع أن يحصل في معراب هذا الأسبوع، يدركه سمير جعجع جيّداً.
داني حداد