تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
"الثائر"
يوسع الجيش السوري وحلفاؤه نطاق عملياتهم الحربية على امتداد البلاد من الشمال الى الجنوب مروراً بالوسط ومحيط العاصمة دمشق، ويهدفون من خلال هذه العمليات إلى تأمين الطرق الرئيسية بين المحافظات الكبرى، لاسيما الطريق الدولي بين دمشق وحمص، كذلك طريق عام حمص- حماه- سلمية- حلب، ليقطع في الوقت عينه طرق إمداد مسلحي “جبهة النصرة”، بين منطقة الغاب الشرقي في ريف حماه، ومنطقتي تلبيسة والرستن شمال مدينة حمص في وسط البلاد والواقعتين على الطريق الذي يربط الأخير بالشمال، بحسب ما تؤكد مصادر ميدانية متابعة.
وتلفت الى أن تقدم القوات المسلحة في سهل الغاب، يعزل مواقع “النصرة” حول سلمية في “الغاب” عن الرستن وتلبيسة، إضافة الى أنه يسهم في إبعاد المسلحين عن طريق حمص – حلب، وتأمينه، تمهيداً لإعادة فتحه وعودته للخدمة.
وترجح المصادر أن عزل تلبيسة والرستن، قد يدفع إلى عقد مصالحة بين الأهالي والأطراف المعنيين في الدولة، تفضي إلى إخراج المسلحين منهما، على غرار ما حدث أخيراً في حي الوعر الحمصي.
وفي الجنوب الشرقي لحمص، يعزز الجيش السوري مواقعه في منطقتي مهين وحوارين، ونصب عينه منطقة القريتين، وذلك لتأمين طريق حمص- دمشق، وتعزيز حماية حقلي جزل والشاعر النفطيين في ريف تدمر في حمص.
من الوسط الى غوطة دمشق الشرقية، سجلت القوات السورية تقدماً ملحوظاً على محور منطقة البلالية، بعدما استعادت منطقة النشابية، وتمكنت من بسط سيطرتها على مزارع البلالية، وذلك استكمالاً لعملية شق “الغوطة” الى شطرين، وبالتالي فصل حرستا عن دوما، وتضييق الخناق على الأخيرة، فأذا قدر لهذه القوات النجاح في إستعادة البلالية، تصبح على بعد 5 كلم من دوما المعقل الرئيس “لجيش الإسلام”.
وفي هذه الحالة، يصبح مسلحو “جيش الاسلام” في شبه عزلة، و تبقى دوما مفتوحة على البادية السورية، حيث تواجد تنظيم “داعش”، وتستبعد المصادر تقديم الأخير المساندة والدعم لمسلحي دوما، عدا أنه لا يعوّل على طرق إمداد البادية، لتمكين مسلحي “جيش الاسلام” من الصمود تحت ضربات الجيش السوري، ودائما برأي المصادر.
وتأمل في أن تؤدي عملية الغوطة المذكورة آنفا، الى مصالحة يخرج بموجبها مسلحو “جيش الاسلام” من “الغوطة” إلى احدى مناطق سيطرة المسلحين التكفيريين، قد تكون محافظة الرقة، كمحطة أولى، ودائماً برأي المصادر.
وهنا يطرح هذا السؤال بألحاح، أين ستكون وجهة المسلحين الثانية، بعد الرقة وسواها، لاسيما في حال إقرار تسوية لإنهاء الأزمة السورية؟ تشير المصادر إلى أنه يتم تجميع المسلحين التكفيريين في العراق وفي ليبيا، خصوصا بين سرت وبنغازي، كاشفةً عن معلومات تتحدث عن إمكان نقل بعضهم الى أسيا الوسطى، من دون ذكر تحديد الاقليم.
بالانتقال الى الجنوب، تمكنت القوات السورية من صد هجوم كبير للمسلحين في مدينة الشيخ مسكين، وهي تعزز إنتشارها في المدينة، التي تشكل عقدة مواصلات مهمة في كل الإتجاهات، نحو دمشق في الشمال، ودرعا في الجنوب، والسويداء في الشرق، والجولان في الغرب.
في نهاية المطاف، لاريب أن التقدم الميداني الذي يحققه الجيش السوري، هو الذي سيفرض شروط التسوية السياسية المرتقبة، التي ستكون حتماً لمصلحة الدولة السورية، وفقاً لما يؤشر سير المعارك.
El Marada