تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
"الثائر"
محمد دالاتي
شغفته السيارات بسحرها منذ كان صغيراً، وكان أحمد دحام يحلم بأن يقودها ويصير بطلاً من ابطالها. ولمس شقيقه الاكبر خالد فيه ذلك الشوق الذي يعمر قلبه الصغير، فعمد الى شحنه عبر تعليمه ميكانيك السيارات وزوده بالخبرة في صيانتها، واقتنى له سيارة خاصة حين بلغ السابعة عشرة، فكانت اللعبة المحببة اليه، فتارة يتلذذ بقيادتها ومسابقة الريح بها، في طرقات بعيدة في الاردن، حيث كان يقيم، وتارة اخرى يلهو بتفحص اجزائها الميكانيكية، فيسعى لتبديل بعضها بقطع أخرى تساعد على مضاعفة سرعتها، حتى صار اليوم بطلاً لا يشق له غبار. يشارك في البطولات ويحصد القاباً يفخر بها، وكانت مشاركته الأخيرة في بطولة «ريد بُل كار بارك درِفت» في دبي (الامارات) ونال لقب «بطل العرب» بعد تصفيات خاضها وتألق فيها.
وأوضح دحام انه بعد فوزه في دبي، سوف يشارك في بطولات عالمية كبيرة، متوقعاً احتلال مراكز متقدمة تبرز قدرات ومواهب السائقين العرب، علماً انه يقوم بنفسه وفي كراجه الخاص في دبي بتحضير السيارات الملائمة لسباقات الدرفت.
وأثنى دحام على التنظيم الجيد لسباق ريد بل في دبي أخيراً، وقال: «كان هذا السباق هو الأقوى في منطقة الشرق الأوسط، ويمكن مقارنته بالسباقات العالمية في الخارج، وأتوقع ان يجذب عدداً كبيراً من المنافسين الكبار في الخارج، ولعله بات يحمل طابع السباقات المحترفة اكثر منه للهواية». واشار الى انه سبق أن شارك في تصفيات استمرت تسعة اشهر، ثم أحرز لقب بطل للعرب في الامارات، وهو يبحث اليوم عن طريق يوصله الى المزيد من الانتصارات العالمية، ويأمل ان يحقق حلمه فيها.
وعن الصعوبات التي واجهها دحام في دبي، اعترف بأنه أعد نفسه جيداً عبر الدراسة التي وضعها والخطط التي رسمها، واضاف: «عملت بطريقة محترفة، لأن مستوى السباق لم يعد هاوياً، بل محترف بامتياز. وأنا اهوى السباقات الصعبة لأكشف عن موهبتي وقدرتي على تجاوز العثرات. وأتوقع ان تزيد الصعوبة في السباقات المقبلة، وسأضاعف جهدي لأحافظ على لقبي الذي اعتز به، ولا اكشف سراً اذا اعلنت انني اعد سيارة جديدة من نوع نيسان سوف تشهد تغييراً ملحوظاً في الشكل والمضمون، وتحوي كل التعديلات التي ستساهم في تقويتها وتفعيلها للسباقات».
وشكا دحام، في السباق الأخير من طول سيارته التي شارك فيها، وأضاف: «على رغم التعديلات الصعبة التي اضيفت، ليكون السباق قريبا للمحترفين اكثر من الهواة، فقد استفدت من خبرتي لتجاوزها. والواقع انني لمست منافسة قوية، ولا سيما من السائق اللبناني فادي بستاني الذي لم يحالفه الحظ واصيبت سيارته بأعطال ميكانيكة، والواضح ان السباق يكسب شهرة واسعة وسيجذب اليه ابطالا مرموقين العام المقبل، ويعتبر هذا كسبا للرياضة العربية».
ورأى دحام ان من اسباب فوزه في دبي، سيطرته على نفسه وضبط أعصابه، وقال: «يتطلب السباق دقة في استخدام السرعة، والحذر من التهور، لذا فانني كنت بعيداً عن التوتر، معتمداً استراتيجية تقضي بالا احرق اعصابي بالوصول الى المقدمة منذ انطلاق السباق، واستمريت في رصد من كانوا امامي حتى الجولة الأخيرة حين ضاعفت سرعتي، واستخدمت قدراتي وذكائي في تخطيهم، وصولاً الى الهدف الذي رسمته، وهي ذات خطة عدائي المسافات الطويلة الذين يضاعفون سرعتهم في الامتار الأخيرة، ويخطفون اللقب في الوقت المعين. وهذه الاستراتيجية تتطلب الخبرة والدقة في آن، وضبط الأعصاب، لأن التوتر في القيادة يفقد السائق السيطرة وتطبيق الخطة بدقة. واعتمد على قدرات سيارتي التي اعرفها جيداً، لأن تعديلاتها من صنع يدي. وربما كان يحتاج منافسي اللبناني البستاني الى المزيد من الخبرة، وكان عليه رسم استراتيجية معينة للسباق، وأتمنى له التوفيق والنجاح في سباقاته المقبلة».
وأكد دحام ان السائقين العرب يتقدمون بسرعة، ويقتربون اكثر من المستوى العالمي، وأوضح: «بدأنا نحن العرب سباقات الدرفت قبل 5 سنوات، وبتنا قادرين على المشاركات العالمية والمنافسة فيها. وأتوقع ان نحظى بالقاب عالمية بعد نحو عامين، بعد ان نكسب المزيد من الخبرة والاحتكاك، ورسم الاستراتيجية لكل سباق، ومن ناحيتي فانني ابحث عن داعمين اكبر تتوازى امكاناتهم مع السباقات الكبيرة التي اتطلع للمنافسة فيها».
واعترف دحام بأن لدى السائق العربي الموهبة والذكاء، ما يمكنه من التطور بسرعة لمجاراة الركب العالمي، لافتا الى ان سيارات الدرفت تتطلب مواصفات معينة لتجعل السيارة ذات قوة عالية، مع قدرة التحمل حتى الوصول الى نقطة النهاية.
وكشف دحام انه شارك في سباق للدرفت في هولندا، وتعرف الى نقاط القوة التي يملكها الأوروبيون، وانه يشارك في بطولات الشرق الأوسط تمهيداً لتحقيق قفزة نوعية تؤمن له الفوز بألقاب خارجية، شرط توافر الدعم الكافي له.
وعن مشاريعه المستقبلية، أشار دحام الى انه بدأ منذ سنوات تطوير السيارات المعدة لسباقات الدرفت في كاراجه الخاص في دبي، وانه يقدم تلك السيارات بالايجار، وتوقع ان يلمس اقبالا من السائقين على سياراته المميزة، ولديه الثقة بان لمساته الخاصة على سياراته ستمهد الطريق امام السائقين العرب ليلعبوا دوراً متقدماً في السباقات التي ينافسون فيها.
واشاد دحام بالجهد الذي بذله مدير سباق دبي عبدو فغالي، وقال انه كان من افضل السباقات تنظيماً ونجاحاً، واضاف: «استطاع فغالي ان يضفي فرادة على سباقات الشرق الأوسط بمهارته التنظيمية، وهو أول من ادخل سباقات الدرفت الى المنطقة، بعدما كانت مجهولة سابقاً، وليس بعيداً ان يصل بالسباقات العربية الى العالمية قريباً، إذ سيجد الكثير من السائقين الأجانب المستعدين للمنافسة في هذا السباق العربي في دبي».
وأكد دحام الذي يعيش في دبي انه يجد كل ما يحتاجه فيها، ما يساعده لتطوير هذه الرياضة، وانه على موعد مع اللقب العالمي انطلاقا من دبي، بعدما فاز بلقب «بطل العرب» الذي يفخر به.
البطاقة
[ الاسم: أحمد خالد دحام.
[ الجنسية: عراقي.
[ من مواليد: 14/1/1987.
[ القامة: 1.72م.
[ الوزن: 84 كلغ.
[ الرياضة: قيادة السيارات.
[ لاعبه المفضل: ناصر العطية (عربياً) والنروجي فردريك ازيو (عالمياً).
[ صاحب الفضل عليه: شقيقه الاكبر خالد الذي دفعه وشجعه على مزاولة قيادة السيارات والمشاركة بالسباقات.
[ هوايته الثانوية: كرة السلة والكرة الطائرة.
[ الوضع الاجتماعي: متأهل.
[ أمنيته: الوصول الى العالمية.