تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
"الثائر"
لا زالت الحرب محتدمة في سوريا. تخضع حلب، أو ما تبقى منها، لعلميات قصف منتظمة من قبل مختلف الفصائل المقاتلة من أجل الهيمنة على المدينة. في العام الماضي، جومانا جرجور البالغة من العمر 48 عاماً، و أم لولدين، من الروم الملكيين الكاثوليك، أصيبت بشظية من صاروخ سقط أمام منزل العائلة.
كانت و زوجها أليكسان سابا، ميكانيكي السيارات المتوقف عن العمل، يقفان على شرفة منزلهما بانتظار ولديهما – 14 عاماً و 15 عاماً – ليصلا إلى المنزل من المدرسة. وكادت جومانا أن تلقى حتفها.
قيل لهم أن أيامها معدودة بعد أن اكتشف الأطباء شظية كبيرة داخل جسدها بالقرب من قلبها و رقبتها، و هي مناطق حساسة لا يمكن إجراء عملية جراحية عليها. ثم حدث أمر ما. صلّت جومانا بحرارة. قالت مؤخراً:”أنا أحب الحياة و أريد فرصة للعودة إلى العمل و مساعدة زوجي الذي فقد وظيفته. كما أني لم أكن مستعدة لترك ولديّ”.
رأت “يسوع مبتسماً” في صورة معلقة أمامها على الجدار و عرفت عندها أن الرب “استجاب لطلبي و أني سأعيش”. و بعد إجراء عدة عمليات استطاعت الوقوف على قدميها.
كما قامت هذه الأم الشجاعة بالاشتراك في برنامج تدريبي برعاية أبرشية الروم الملكيين الكاثوليك في حلب. و قالت أنها قد سجلت في دورة أخصائيات التجميل التي يقدمها برنامج “نبني لنبقى”.
و تقدم هذه المبادرة التي أقامها المطران جان كليمان جان بارت فرصة للمسيحيين المحليين الذي فقدوا وظائفهم خلال الحرب الأهلية لاستجماع قواهم – لتجديد مهاراتهم و تعلم مهنة جديدة و الحصول على دعم متواضع لاستئناف أعمالهم الصغيرة أو إصلاح محلاتهم.
إن برنامج “نبني لنبقى” و الذي يصفه المطران أنه جزء من حركة اجتماعية لحشد المسيحيين المحليين و تشجيعهم على البقاء و إعادة بناء مدينتهم و بلدهم مصمم ليكون حجر أساس لمستقبل المسيحيين المحليين. يَعِد البرنامج بمستقبل أفضل و حياة أفضل متى انتهى القتال – و هو أمر يؤمن به قادة الكنيسة الآن بعد انضمام روسيا إلى المعركة ضد المتطرفين الإسلاميين في سوريا.
بالنسبة لجومانا فإن هذه المهنة هي “جزء من وعد الرب”، بدأ في تلك الليلة المظلمة عندما رأت تلك “الابتسامة الجميلة الآسرة”.