تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
"الثائر"
تعكس ملامح تجهم تغلف قسمات وجه رئيس الوزراء تمام سلام، الخارج لتوه من قاعة جلسات الجمعية العمومية للأمم المتحدة بعد إلقائه كلمة لبنان في الدورة الـ٧٠ للمنظمة الدولية، الحصيلة القلقة لمروحة واسعة من اللقاءات التي اجراها سلام والوفد الرسمي المرافق طوال نحو ستة ايام. قلق لا يتردد الرئيس سلام في الإفصاح عنه بكل صراحة في لقاء صحافي محدود وخاطف تناول الحصيلة الإجمالية لهذه المشاركة في المنتدى الدولي السنوي قبيل مغادرته نيويورك، اذ يسارع الى وصف حصيلة لقاءاته وما شهدته اروقة الامم المتحدة وقاعاتها وكواليسها سواء بسواء بالقول ان الحصيلة هي "ان الوضع الدولي وتبعاته الاقليمية ترتب مرحلة اكثر صعوبة. فالمواجهة المستفحلة دوليا تدل على ان ليس هناك اي تفاهم او توافق بين القوى الكبرى، ورأينا المواجهة في الخطابات والمواقف في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ولم نر اي شيء مريح او مطمئن. الأحداث تثبت ان المواجهة مستفحلة والمنطقة ستتعب اكثر فاكثر، وبدل الاتجاه الى معالجة موضوع التطرف كنا نرى التصريح تلو التصريح والموقف تلو الموقف يختلف عند القيادات الدولية، والأمور تبنى على الأحداث، وبالتالي اذا سارت الامور على هذا النحو فإن المنطقة ستتجه الى مواجهات اقليمية ودولية متعبة اكثر بكثير من السابق. لذلك حرصنا، يقول سلام، "على ابراز الوضع في لبنان وضرورة الاعتناء به، خصوصا على خلفية التطورات الاقليمية بحيث صارت معالجة اوضاعنا اكثر الحاحا. ومن هنا مناشدتي ومطالبتي لجميع من التقيتهم بالاعتناء بوضع لبنان الذي يتأثر بما حولنا، وتاليا اذا كانت الاتجاهات سلبية وذاهبة الى مزيد من التدهور والدمار والخراب، فمن حقنا ان نخشى على لبنان وان نسعى الى حمايته، ان على صعيد مسألة اللاجئين السوريين والعدد الضخم الذي يستضيفه لبنان، أو على مستوى استحقاقاتنا السياسية او على مستوى مواجهة الارهاب او على مستوى الوضع الاقتصادي المتراجع، والاهم على مستوى ما نحن في وسطه من أزمة سياسية مستفحلة لا يبدو ان القوى السياسية واعية لمخاطرها كفاية، في ظل ما تعتبره هذه القوى حقاً سياسيا او امتيازا في هذه القضية او تلك، حتى في ازمة كأزمة النفايات".
يخشى سلام في ظل هذه الصورة القاتمة "ان تتراكم المصائب اكثر فاكثر، وكذلك العراقيل، في ظل عدم التوصل الى توافق سياسي داخلي ولو على صعيد تيسير مشاكل الناس والمواطنين، فيما ينعكس تعثر السلطة عليهم". ويضيف: "من هنا كان كل كلامي وعرضي لوضعنا ينتهي بالتحذير الجدي من الانهيار والذهاب الى المجهول".
في اجتماع مجموعة الدعم الدولية، تعاقبت الاشادات من وزراء الخارجية للدول الكبرى برئيس الحكومة، كما شددت المداخلات على ضرورة زيادة الدعم الدولي للبنان، فهل من نتائج عملية مشجعة لهذا الاجتماع؟
يجيب سلام: "انا عرضت عليهم اهمية الذهاب الى مكان يساعدنا على إنجاز الاستحقاق الرئاسي. صحيح ان متطلبات استحقاقاتنا ليست بحجم حل سياسي لسوريا او لليمن او للعراق، فهذه كلها لها افضلية دولية على وضع لبنان، ولكن رغم اننا كذلك فإن حل أزمتنا هو الاسهل، وكل المطلوب ان يحصل اجماع للقوى الداخلية على الحل، تواكبها القوى الاقليمية". ولكن سلام يستدرك بسرعة: "لمست ان غالبية القيادات الدولية منشغلة اليوم في امور اخرى، خصوصا في سوريا حيث تتسابق الدول على عرض عضلاتها. حتى ان ابرز مدخل لمواجهة الارهاب والتطرف، والذي يتمثل في الاعتدال لإرساء السلام في المنطقة، لم يعد موجودا. فقضية فلسطين لم تذكر في الخطب، علما انه لو تم التوصل الى إرساء سلام عادل في المنطقة لكان له الأثر الحتمي في حماية المعتدلين والاعتدال".
ويشير الى انه لم يكن يتوقع الكثير من مجموعة الدعم الدولية "باستثناء الدعم المعنوي، والجميع يعرفون أن لبنان في حاجة الى إجراءات لتثبيت النظام الديموقراطي. والسنة الماضية سمعنا ايضا مواقف مماثلة والتزامات كثيرة، ولكن اذا لم يُبذل جهد بين الدول لتحقيق هذا الامر، فسيبقى فقط في تظاهرة سنوية، والمطلوب ان يكون هناك متابعة مركزة، يا للأسف لم تتبلور بعد".
في الملف السوري، يقول سلام: "من متابعتنا للتطورات المتعلقة بسوريا يتبين اننا، يا للأسف، بعيدون جدا عن اي اتفاق، وفيما كان العالم يتطلع الى اللقاء الاميركي - الروسي في نيويورك بحيث يؤدي الى نتيجة وخطوات عملانية لترتيب مداخل للحل، فإذا بالامور تذهب في اتجاه آخر، اتجاه المواجهة".